الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} أبو لهب – [ واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ] - هو عم النبي وإنما سمي أبو لهب بهذ الاسم لإشراق وجهه ، وكان هو وامرأته "أم جميل" من أشد الناس إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللدعوة التي جاء بها .. ولقد اتخذ أبو لهب موقفه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم الأول للدعوة .
و نزلت هذه السورة ترد على هذه الحرب المعلنة من أبي لهب وامرأته . وتولى الله - سبحانه - عن رسوله أمر المعركة ..( تبت يدا أبي لهب وتب ) .. والتباب الهلاك والبوار والقطع .( وتبت ) الأولى دعاء . ( وتب ) الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء .
( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) .. لم يغن عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار . ذلك - كان - في الدنيا . أما في الآخرة فإنه : ( سيصلى نارا ذات لهب ) .. ( وامرأته حمالة الحطب ) .. وستصلاها معه امرأته حالة كونها حمالة للحطب .. وحالة كونها : ( في جيدها حبل من مسد ) .. أي من ليف .. تشد هي به في النار . أو هي الحبل الذي تشد به الحطب .
إن هذا التناسق القوي في التعبير جعل أم جميل تحسب أن الرسول قد هجاها بشعر . . ولكن الصورة الزرية المثيرة للسخرية التي شاعت في آياتها ، قد سجلت في الكتاب الخالد ، وسجلتها صفحات الوجود أيضا تنطق بغضب الله وحربه لأبي لهب وامرأته جزاء الكيد لدعوة الله ورسوله ، والتباب والهلاك والسخرية والزراية جزاء الكائدين لدعوة الله في الدنيا ، والنار في الآخرة جزاء وفاقا ، والذل الذي يشير إليه الحبل في الدنيا والآخرة جميعا.
المزيد |